بإعلانهم
لدعمهم للمجلس الوطني السوري، والآن للجيش السوري الحر وأحرار الجيش كافة، يسعى
المتظاهرون إلى حث المعارضة على توحيد صفوفها وتطوير منصة سياسية شاملة تتجاوز
لغة العنف واللاعنف وتسعى إلى مناقشة الحقائق والضرورات والتعامل معها بطريقة
موضوعية. الشعب يريد حماية دولية، والكثير منهم يريدونها الآن وحتى لو أدى الأمر
إلى تدخل عسكري، لأنهم يرون بأم عينهم أن الثورة تنهار جراء استمرار القمع
والقتل، وهم لا يريدون العودة إلى وراء، لكن ليس بوسعهم ألا يأخذوا بعين الاعتبار
أن هذا الاحتمال قائم، ولا يكفيهم في هذا الصدد التأكيدات الخطابية لرموز المعارضة
بأن النظام انهار، فهم يرون كل يوم تماسك قيادات الجيش ومؤسسات الدولة في البلد
واستمراها في الالتفاف حول الأسد وعائلته، وينابهم كل يوم ما ينابهم من ويلات جراء
نشاط آلة الموت التي حركها ضدهم الأسد. لايمكننا تجاهل هذه الشريحة من شعبنا لأنها
ليست هامشية، بل هي في قلب الثورة، وخيار العسكرة بالنسبة لها في مناطقها بات
أمراً واقعاً. لذا، يبدو من الواضح اليوم أكثر من أي وقت مضى أن المصلحة الوطنية
تقتضي أن يعمل قادة المعارضة الأحرار من سياسيين وعسكريين معاً من أجل حشد الدعم
للثورة كثورة شاملة: ثورة سلمية حيث يُتاح لها أن تكون سلمية، وعسكرية حيث يُفرض
عليها أن تكون كذلك. لكن هل ستصل هذه الرسالة إلى هؤلاء القادة، أم هل سيتطلّب
الأمر أن يثور الشعب على المعارضة أيضاَ، أو ينقسموا على بعضهم البعض وينشغلون
بذلك عن مواجهة النظام، كما تفعل المعارضة؟
- يأيها الثوار تذكروا ولاتنسوا للحظة أنكم لم تثوروا لأن ساسة
المعارضة أمروكم بذلك بل لأن ضميركم هو الذي أمر، وأن شعارات الثورة وأهازيجها لم
يكتبها كاتب أو شاعر أو باحث معروف بل وعيكم هو الذي نطق. لاتبحثوا بعيداً إذاً عن
القادة والأمل والحل، فأنتم القادة والأمل والحل. الوعي ألهم والضمير أمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.