* بعد عصر التفاؤل والصلف والفرص الضائعة، يأتي عصر الفوضى، هذه
الفوضى التي يريدها البعض خلّاقة لتحقيق بعض المصالح، في حين لا فرق عند البعض
الآخر أي نوع من الفوضى تكون طالما لم يكن لهم منها نصيب. لكن، وعلى الرغم من كل
آلامه، يجلب عصر الفوضى معه أيضاً فرصاً حقيقية للزرع والبِذار، إنه عصر الكادحين
بحقّ، وإن تكاثر الانتهازيون فيه كالجراد.
* يثبت التاريخ أن البشر اقتدوا بيهوذا وبلاطيوس وقابيل أكثر مما
اقتدوا بالأنبياء والمخلّصين المزعومين، وذلك لأن المواقف المسندة لهؤلاء هي أقرب
لما يمكن أن ينبع من إنسانيتنا المشتركة من تلك المسندة إلى الأنبياء والقديسين.
إذ لا يمكننا كبشر الاقتداء فعلياً بمن هم منزّهين عن الخطأ ومعصومين عنه. لذا،
على من أراد الاقتداء بأي من الأنبياء أو الشخصيات أن يحدّد أولاً زلّاته وعثراته
ويتقبّل أنه كان خطّاءاً، عندها فقط سيكون بوسعه أن يتعلّم من صوابه، ويقتدي به.