الخميس، 31 يناير 2013

مجموعة هامة من الأوراق


النظام محاصر من الناحية الاقتصادية والعسكرية، علينا الآن أن نحاصره سياسياً أيضاً، فالسياسة هي ساحة أخرى للمعركة، وهي ساحة ماتزال مهملة. حصار النظام سياسياً وفي هذه المرحلة بالذات يكون بسحب البساط من تحته من خلال المزاودة عليه فيما يتعلّق بموضوع الرؤى السياسية والدعوى الحوار. مثلاً، الأسد قال أنه ليس رئيساً لكل  السورييين، أما الإئتلاف فعليه أن يقول أنه يسعى لتمثيل كل السوريين ومصالحهم، حتى أولئك الذين يختلفون عنه في المواقف السياسية، من هنا أهمية طرح رؤى واضحة لمستقبل البلد السياسي توضح الكيفية التي سيحاول الإئتلاف من خلالها حماية حقوق الجميع في مرحلة ما بعد الأسد. الكلام في العموميات لايكفي، لأن الهدف في النهاية هو التوصّل إلى اتفاق مفصّل لآليات الانتقال وإدارة الحكم في مرحلة ما بعد الأسد. مثال آخر: الأسد دعى إلى الحوار لكن على شروطه وهي شروط سخر منها العالم لأن الأسد كان يحاول أن يفصّل معارضة على هواه ويضع رؤية تبقيه في الحكم. ومع ذلك تبقى مبادرته هي الوحيدة المطروح على الساحة، لذا، على الإئتلاف أن يطرح مبادرته ويربطها بشروط لايمكن للعالم إلا أن يحترمها، تماماً كما فعل معاذ الخطيب من خلال طرح فكرة الإفراج عن الـ 160,000 معتقلاً في السجون الأسدية. علينا أن نبلور هذه الفكرة أكثر. وعلينا أن نربطها بتصريحات أوباما الأخيرة التي تقول أن لامكان للأسد في مستقبل سوريا، وبذلك تصبح أمريكا هي المسؤولة عن إقناع روسيا بذلك، وهي المسؤولة عن وضع رؤية واضحة لكيفية خلع الأسد عن السلطة، طالما أن هذا الأمر أصبح جزءاً من السياسة الأمريكية المعلنة تجاه الوضع السوري. من الناحية السياسية، عندنا مجموعة هامة من الأوراق التي يمكننا أن نستخدمها للضغط على المجتمع الدولي، أقل ما فيها تصريحات المسؤوليين الغربيين حيال الوضع، والتي لم نحسن استخدامها حتى اللحظة، لأنه لا وجود لساسة بيننا فيما يبدو.

الأربعاء، 30 يناير 2013

تبادل الأسرى


إن النظام الذي لم يلتزم باتفاقية تبادل الأسرى الأخيرة والتي أدت إلى الإفراج عن 40 معتقلاً إيرانيا من قبل الثوار، واكتفى بالإفراج عن 200 معتقل فقط من أصل 2300 تم الاتفاق عليهم، لن يوافق على إطلاق سراح 160,000 معتقلاً، من الواضح أن معاذ الخطيب يدرك ذلك، وأن دعوته المشروطة إلى الحوار كانت تهدف إلى تعرية النظام فقط وإحراج أية قوة سياسية أخرى تبدي استعدادها للحوار غير المشروط، وهو بذلك يبدي حنكة سياسية نحن بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة، خاصة في وقت يطالب الإئتلاف فيه بدعم مادي غربي. لايمكننا أن نقول "لا" للحل السياسي ومن ثم ندّعي أننا ساسة، لكن يمكننا أن نضع شروطنا الخاصة لهذا الحل، وبرامجنا الخاصة له، ومن ثم نترك المفاوضين الدوليين يعملون على "تقريب وجهات النظر،" فيما يمضي الثوار في ثورتهم: الفرق في تبنّي موقف غير رافض للحوار بالمطلق هو أنه يسمح للمعارضة بالانخراط في عملية تفاوض لا مع النظام بل مع قادة المجتمع الدولي، وسيكون بوسعها أن تبدي من خلال تفاعلها معهم قدراتها القيادية مما سيكسبها مع الوقت المصداقية اللازمة ليتم التعامل معها كبديل، ويتم دعمها، فتقدم هي بدورها الدعم إلى قادة الحراك الثوري الداخلي وتقوي العلاقة معهم. معارضة ترفض أن تمارس السياسة أو تخلط ما بينها وبين المكائد التي تحيكها حركاتها وشخصياتها المختلفة ضد بعضها البعض لايمكنها أن تقود وبالتالي لايمكنها أن تكتسب الشرعية اللازمة لذلك.