الجمعة، 20 نوفمبر 2015

المعركة الحقيقية في سوريا


المعركة الحقيقية في سوريا ليست مع داعش، وما حدث في باريس هو في المقام الأول قضية فرنسية وليست سورية، وينبغي التعامل معها هناك وليس في سوريا. للمشكلة في سوريا اسم واحد فقط: نظام الأسد، فإذا ما تم تنحية الأسد عن المشهد السياسي، سيتكفل الثوار بسحق داعش، ولن تحتاج أية دولة لوضع "أحذيتها الثمينة" على أرضنا. نحن لسنا بحاجة لضربات جوية لتدمر ما تبقى من بلدنا، كما أننا لا نريد أن نعيش في ظل وصاية روسية-إيرانية. إن كلمة لافروف مؤخراً حول كون الإرهابي هو ذاك الذي يتصرف كإرهابي تنطبق على الأسد أكثر من غيره من اللاعبين على الساحة السورية بكثير، فالنظام بحسب المعطيات الموضوعية الموثقة هو المسؤول عن مقتل 98% من حالات القتل الموثقة، بينما لا تتجاوز مسؤولية داعش الـ 0.8%، ومسؤولية الثوار الـ 1.3%. هذا يعني أن روسيا وإيران متورطتان أكثر من أية دولة أخرى في تمويل ودعم الإرهاب، وربما يتوجب على اللائحة التي قدمها بوتين إلى قمة العشرين أن تشملهما أيضاً. على كل طرف من أطراف الصراع في سوريا أن يعيد النظر بطريقة تعريفه للمشكلة التي تواجهنا جميعاً والتي لايشكّل داعش إلا عارضاً لها.