الأحد، 27 أبريل 2008

يومان لسورية و مؤسسة "ثروة" في الكونغرس

الكونجرس الأمريكي، نيسان 2008

27 نيسان، 2008 /  الناخب السوري

قدم على مدى يومين ناشطون سياسيون سوريون شهادات وخاضوا في نقاشات  في الكونغرس حول الأوضاع الرهيبة التي يعاني منها الشعب السوري في ظل حكم الرئيس بشار الأسد.

وبدأ اليوم الأول عندما قدم كل من مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير مارتن انديك ومدير مركز سابان للشرق الأوسط في مؤسسة بروكنغز وعمار عبد الحميد مدير مؤسسة "ثروة" في واشنطن وبيتر رودمان مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق والذي يعمل حاليا في مؤسسة بروكنغز، شهادات أمام اللجنة الفرعية حول الشرق الوسط في مجلس النواب الأمريكي التي يترأسها عضو الكونغرس الديموقراطي غاري أكرمان. وركّزت الشهادات على موضوع جدوى الحوار مع سورية.

ونوّه السيد عبد الحميد إلى حالة الاحتقان التي يشهدها هذا الشارع حالياً بسبب السياسات الاقتصادية الكارثية التي ينتهجها النظام، وأكّد أن الكثير من السوريين اختاروا تأييد حركة إعلان دمشق لأنها باتت تشدّد على ضرورة التغيير وليس مجرّد الاصلاح. وقال أن الخطوة التي أقدم عليها أعضاء الإعلان من خلال انتخاب أمانة عامة ليبرالية التكوين، تدل بوضوح على مدى التزام الحركة بالعملية الديموقراطية من ناحية، وعلى كذب ادعاءات الكثير من المحلّلين الذين ما انفكوا يدّعون بأن انتخابات حرة في سورية ستؤدي إلى تسلّط جهات متطرفة على مقاليد الحكم.

وأشار السيد عبد الحميد إلى أن الهمّ الأكبر لنظام الأسد ما يزال هو موضوع المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، وأكّد بأن اهتمام الرئيس السوري والمسؤولين السوريين بعملية السلام مع إسرائيل في هذه المرحلة يهدف إلى صرف انتباه العالم عن موضوع المحكمة، وأن النظام سيخوض أي حوار مع إسرائيل وعينه على المحكمة. لكن، ولأنه بات من الواضح أن لا أحد في المجتمع الدولي يرغب فعلاً في تعطيل عمل المحكمة، يبدو من الواضح إذاً أن أي حوار مع نظام الأسد محكوم بالفشل مسبقاً.

لكن، وإذا كان لابد من الحوار مع النظام الأسد، نظراً لكثرة عدد المطالبين بهذا الحوار، أصرّ السيد عبد الحميد على ضرورة وضع موضوع حقوق الإنسان في سورية على طاولة البحث، وأصر على لا تجري أية محادثات جدية قبل الإفراج عن جميع السجناء السياسيين، وخاصة معتقلي إعلان دمشق، وإعلان دمشق بيروت، وشباب من أجل العدالة في سورية، وغيرهم. وأكد عبد الحميد على أن تجاهل هذا الشرط سيجعل من الولايات المتحدة شريكة في الجرائم التي يرتكبها النظام ضد شعبه كل يوم.

وختام السيد عبد الحميد شهادته بالإشارة أنه إذا كان هناك من طريقة لنظام الأسد لكي ينقذ فيها نفسه، فهذا لن يحدث عن طريقة عملية سلام مع إسرائيل فحسب، بل لابد له من التصالح مع خصومه في لبنان ومع معارضيه في سورية، وهذا يتطلب الاتفاق على دستور جديد وانتخابات حرة تشريعية ورئاسية، يقبل بها النظام مهما كانت نتيجتها.

لكن السيد عبد الحميد أوضح أنه يستبعد تماماً مثل هذا التطور، نظراً لطبيعة نظام الأسد الاستبدادية.

وقام السيد أكرمان، عضو الكونجرس الأمريكي في نهاية الجلسة بشكر السيد عبد الحميد لطرح قضية موضوع حقوق الإنسان في سورية على بساط البحث، ومن الجدير بالذكر أن هذه كانت المرة الأولى التي يقوم بها مواطن سوري غير حاصل على الجنسية الأمريكية بالإدلاء بشهادة أمام الكونجرس الأمريكي.

مؤتمر إعلان دمشق / الكونجرس الأمريكي / نيسان 2008

وكان من المتحدثين أنس العبدة ومالك العبدة وأسامة المنجد، من حركة العدالة والبناء السورية، وعمار عبد الحميد، مدير مؤسسة "ثروة،" والسفير الأمريكي السابق في سورية، ثيودور قطوف، وجيمس برينس، رئيس مجلس الديموقراطية، والناشط السوري، رضوان زيادة، الباحث الزائر في معهد السلام الأمريكي، وجو ستورك، مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس واتش، ومحي الدين القصار، مدير لجنة إعلان دمشق في شيكاغو، والناشط الكوردي، مروان شمو، والباحث اللبناني، توني بدران، والباحث الأمريكي، جوشوا مورافتشيك من أميركان إنتربرايز إنستيتيوت، والباحثة الأمريكية، منى يعقوبيان من معهد السلام الأمريكي، وآلان مكوفسكي، كبير مستشاري لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس.

وإتفق المشاركون على ضرورة وضع أجندة حقوق الإنسان في سورية على جدول أي مباحثات أمريكية سورية. كما شرح الناشطون والخبراء الصورة الكئيبة للأوضاع الداخلية وحقوق الإنسان المهدورة. وذكروا إحصائيات تشير إلى أن 40 بالمائة من السوريين يعيشون تحت مستوى الفقر الأعلى، أي على أقل من دولارين في اليوم.

كما تحدث الناشط السوري الكردي، السيد مروان شمو، من حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي (يكيتي) عن معاناة الأكراد في سورية، خاصة المجردين من الجنسية منهم، منوّهاً إلى آخر جرائم النظام بحق الأكراد السوريين خلال احتفالات النوروز الأخيرة.

وقد غصت القاعة بالحضور من المهتمين بالشأن السوري وخاصة مساعدي أعضاء الكونغرس الذين يضعون التوجيهات التي على أعضاء الكونغرس أتباعها فيما يخص الشان السوري والعلاقة الأمريكية السورية.