الأحد، 15 سبتمبر 2013

الضياع


الإسلامي "مرسي" يسمح لسفن إيرانية أن تمر عبر قناة السويس حاملة معها أسلحة لنظام الأسد ليقمع بها ثورة شعبية يمثلها في الخارج ذات الحراك الإسلامي الذي ينتمي إليه مرسي.

علمانيو حركة تمرّد وجيش مصر بقيادة السيسي يعارضون أي ضربة أمريكية ضد نظام الأسد. الكثير من علمانيي تونس يؤمنون بأن الثورة السورية مؤامرة ضد نظام المانعة، ولا يبدون أي تعاطف مع الثوار ومطالبهم المشروعة ويتهمون من يطالب بالتدخل الدولي بالخيانة، وكأن ثورتهم نجحت دون تدخل. في حين يقوم الجهاديون الوافدون في احتفار إمارات لأنفسهم على أرضنا على حساب آمال الثوار وتطلّعاتهم الحقيقية. قيادات في حركة حماس مع الثورة، وقيادات أخرى ضد.

اليسار العالمي يقف ضد الثورة السورية وضد الضربات المحتملة ويتبنّى وجهة ظر الأسد فيما يتعلّق بالثورة، متناسياً حقوق الإنسان وتطلّعات الشعوب الشرعية لما هو أفضل...

في كل دولة، في كل مكان، في سوريا نفسها، هناك شرخ، هناك انقسام، هناك معضلة عابرة لحدود سوريا بأرضها وسمائها. أين هي الهوية المشتركة؟ أين العروبة؟ أين الإسلام؟ أين البعد الإنساني المزعوم للإشتراكية والشيوعية؟ أين الفكر الحر؟ أين النخب؟ الكل يزاود على الكل في مسألة الوطنية، والكل يخوّن الكل. لا وجود لرؤى مشتركة، لا وجود لاستراتيجيات، لا وجود لخطط إلا لبقاء البعض في السلطة أو لتصدّر المشهد الإعلامي.

نحن شعوب لا وجود لها على ساحة الحياة والحضارة لأنها حتى اللحظة لا زالت لا تفقه من هي، وليس لها بالتالي أولويات مناسبة فيما يتعلّق بما تواجهه من تحديات. من نحن؟ هل مايزال هناك أي معنى لهذا السؤال؟ يسار، يمين، شمال، جنوب، شرق، غرب، أين نحن من الإعراب؟ ما معنى كل المسمّيات التي نشأنا عليها: إسلام؟ اشتراكية؟ شيوعية؟ عروبة؟ مقاومة؟ وحدة؟ وطن؟ لماذا لا يجلب لنا الناطقون بهذه المسميات إلا الدمار ولماذا نستمر بالإصغاء إليهم والانصياع لهم؟ أين المشكلة: فيهم؟ فينا؟ في المسمّيات نفسها؟ فينا جميعاً؟ كيف نحدّد المشكلة، هل سنتمكّن يوماً من تحديد ماهية المشكلة لنعرف كيف نحدّد الحل؟ هل من خلاص؟

وهاهو الغرب بقادته يثبت لنا اليوم أن الأزمة أعمق مما نتصوّر؟ فالغرب نفسه بات لايعرف ما موقعه من الإعراب. تعب الغرب من التصدّر والقيادة بعد أن سعى إليهما بشقّ الأنفس، أنفسنا خاصّة.

إلى أين نمضي هكذا كالعميان؟ وإلى متى هذا التخبّط؟ 


الخميس، 12 سبتمبر 2013

المعارض عمار عبد الحميد لـ"النهار": الخطة الروسية لن تنجح دون وضع حد للصراع


رأى المعارض السوري والناشط الحقوقي المقيم في واشنطن عمار عبد الحميد أنه "ونظراً لوجود عشرات من المواقع المكرسة لتصنيع وتخزين الأسلحة الكيميائية المنتشرة في جميع أنحاء سوريا ولتعقيد عملية تفكيك هذه الأسلحة، سيتطلب تنفيذ الخطة الروسية سنوات طويلة من العمل، وهو عمل لا يمكن أن يجري ما لم يتوفر حد أدنى من الأمان والإستقرار".

وقال عبد الحميد لـ"النهار" أن "أي نجاح للخطة الروسية يتطلّب وضع حد للصراع أولاً، وهذا يعيدنا إلى نقطة البداية بسؤالها الأساسي وهو: كيف يمكن إنهاء الصراع، وهنا لا يسعنا إلا العودة إلى خطة أوباما التي تقتضي القيام بضربات محدودة ضد نظام الأسد مع دعم محدود لبعض الكتائب المسلحة لتجهيز الأرضية لعملية سياسية جدية في جنيف، وهي خطة يبدو أن أوباما قد تخلّى عنها".

ورداً على سؤال حول دور المعارضة الضعيف في التطورات المتلاحقة، إعتبر عبد الحميد: "لا يبدو أن هناك أي دواء لحالة الشرذمة وضيق الأفق التي تعاني منها المعارضة، وستبقى مجموعاتها المختلفة مرتهنة لقوى مختلفة، وبالتالي ستبقى غير قادرة على تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق، ولن يكون لها رأي يعتد به في أي من هذه التطورات".

وأضاف : "ما بين رعونة بوتين وتخاذل أوباما وتشرذم المعارضة نجد أنفسنا أمام دوامة هائلة من التخبط والموت... نحن نشهد بالفعل نهاية وطن، ما لم تحدث معجزة".