السبت، 31 مارس 2012

الخيار الحقيقي


الخيار الحقيقي الماثل أمامنا الآن ليس خياراً ما بين المقاومة السلمية أو المقاومة المسلحة بل ما بين التنظيم والارتجال، ما بين الالتزام بمبادئ إنسانية معينة أو الانجرار وارء أساليب النظام نفسها.


الأربعاء، 28 مارس 2012

دعونا لا نلوم الأكراد


ثورتنا ثورة حقوق، لذا دعونا لا نلوم الأكراد لأنهم يطالبون بحقوقهم ودعونا لا نقول لهم ليس هذا هو الوقت المناسب، لأنه في قضايا الحقوق لا مجال التسويف، سئمنا التسويف. ولأن الأكراد شعب له هوية قومية تاريخية محددة ولأن البعثيون أمضوا أكثر من ٥٠ عاماً وهم يحاولون محي وطمس هذه الهوية، لم يعد من الممكن التعامل مع المسألة الكوردية من منطلق الحقوق الفردية فقط، لابد من تقديم اعتراف واضح بالوجود الكوردي والحقوق والمطالب الكوردية، فبهذه الطريقة سنتمكن من احتواء المشاعر الانفصالية وبهذه الطريقة سنكسب كل الشارع الكوردي لصالح الثورة.


السبت، 24 مارس 2012

المخاوف


- علينا أن نواجه مخاوفنا بصراحة وتعقل لكي لا تلتهم الإنسانية فينا وتحولنا إلى وحوش.

- من لا يخاف التغيير غبي، أما من يخشاه ويتحاشاه إلى درجة القتل فجبان.


الثلاثاء، 20 مارس 2012

من شبّح فليس منا


- لأن الطرف الآخر طائفي أصبحت مسؤوليتنا في الإصرار على لاطائفية قضيتنا مضاعفة. ثورتنا لم تبدأ  طائفية ولن نسمح للشبيحة بأن يحولوها إلى ثورة طائفية. بعد مرور عام على الثورة، علينا أن نستذكر مبادئها جيداً: إنها ثورة كرامة، ثورة وجدان، ثورة ضمير. والبون شاسع ما بين التذكير والتنظير. أنا أقدر تماماً ما يجول في نفوس الكثيرين هذه الأيام جراء جرائم النظام، وأعرف تماماً أن الدفاع عن النفس حق أساسي، والنضال من أجل الحرية بكافة الوسائل المتاحة أيضاً حق أساسي، لكن هذا لايعني أن نتعامل مع المجرمين بالمثل ونتبنى أساليبهم ذاتها. هناك من يحثّنا على ذلك بدافع الألم والغضب، وإغراء الانصياع إلى نزعات الانتقام والثأر في نفوسنا قوي لأن ألمنا عميق والخيانة التي ترتكب بحقنا لاتوصف، لكن، وإن كان لابد من ترافق نضالنا السلمي مع النضال المسلح، ونحن ما قبلنا بذلك إلا على مضض، علينا ألا ننسى الأخلاق والمُثُل التي نشأنا عليها وطالما ادعينا الإيمان بها، فنخنق ضمائرنا كما فعل الطائفيون. نحن لا نقاتل من أجل الوجود فقط، بل من أجل وجود أفضل.  

- فلننتقم، ولكن بالقانون وليس بالتشنيع أو بتقليد من ارتكب الفظائع والانجرار إلى مستواهم. نصرنا لا يتحقق بالثأر بل بحكم القانون. وعلينا متابعة الطريق حتى نتوصّل إلى فرض حكم القانون واحترامه على الجميع، على أنفسنا قبل غيرنا.

- نصر الأسد الحقيقي لن يتحقق من خلال نجاحه ببسط سيطرته على الأرض من جديد، بل من خلال نجاحه في فرض أخلاقه علينا، كما فرضها على محبّيه. نحن الثوار، من شبّح فليس منا، بل إن ثورتنا ما هي إلا تعبير صريح وفي الصميم عن رفض عميق للتشبيح وثقافة التشبيح.

- هناك طائفية وطائفيون، هناك مرض ومرضى، وبما أن المرض لا يعالج بقتل المرضى، ولكي لاتسري عدوى الطائفية فينا، علينا أن نذكّر أنفسنا على الدوام بأسباب وأهداف الثورة. هذه الثورة قامت لتقويض نظام فاسد وإعادة بناء الدولة على أسس العدل وحكم القانون والمساواة والحق والكرامة والحرية، وبالتالي، لامكان للطائفية بيننا.


الثلاثاء، 13 مارس 2012

غريب

مشهد من حمص

غريب: الناشطون الذين تجولوا بين القتلى وحملوا جثث الأطفال بأيديهم تجنبوا، حتى وهم غارقون في الحزن والأسى والدماء، توجيه أية دعوة إلى الثأر أو أية محاولة للتجييش الطائفي، واكتفوا بدعوة العالم لمساعدتهم، في حين نسمع الدعوات الطائفية تتكاثر في صفوف بعض من هم في المهجر، هل لأنهم عاجزون عن المشاركة في المعركة؟ ربما، وبوسعي أن أفهم غضبهم بالطبع. لكن كلامي عن التسامح والمثل لاقى تقبلاَ أكثر ممن هم في الداخل، ورأوا فيه تذكيراً وليس تنظيراً، وهم يعرفون تماماً أن الدفاع عن النفس والنضال المسلّح شيء، والثأر والمجازر شيء آخر. أنا لا أن أدعي أن المشاعر الطائفية غير مؤججة عند ثوارنا في الداخل، وأن الأخطاء لا تقع، لكني أقول بأن قدرة الناشطين في التسامي عليها وفي ضبط النفس ما تزال هي الأقوى، وما يزال القول الفصل لها. وهنا منبع الأمل.