الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

مسألة وعي وضمير


للدول العظمى في العالم والمنطقة مصالحها الخاصة والمتشابكة طبعاً، لكن هذا لايعني أن قادتها يسعون لتحقيق هذه المصالح بشكل عقلاني: التفكير المصلحي شيء والتفكير العقلاني شيء آخر، وهنا لبّ الأزمة: هناك الكثير من الصلف والفوقية واللاعقلانية في دوائر صنع القرار في الدول الكبرى، وهذا هو أحد أهم المعوقات التي تواجه الجهود الساعية لتجنّب الأزمات وفضّ النزعات. ولايقتصر وجود هذه المشكلة على الدول والأنظمة الاستبدادية، فالديموقراطية لاتفضي بالضرورة إلى العقلانية، بل أنها قد تفسح مجالاً أكبر لبروز النزعات اللاعقلانية. العقلانية مسألة وعي وضمير بالدرجة الأولى.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

موقف إسلامي إخواني بحت


إيران وتركيا وإسرائيل والسعودية وقطر وأميركا وروسيا والصين، إلخ، وتوابعهم (حزب الله، القاعدة والجهاديون) كلهم يتصارعون في الساحة السورية اليوم. لكن الاصرار على النظر إلى الأمور من منطلق تحالف سني في مواجهة قوة شيعية هو موقف إسلامي إخواني بحت. النظر إلى الأمور من هذا المنطلق الطائفي يجعلنا نخسر الشعب الإيراني، هناك احتمالات كثيرة لقيام تحالف إقليمي في المنطقة، لكن ما لم يسعى هذا المشروع إلى جمع شعوبها على اختلاف مشاربهم المذهبية والقومية، فلن ينجح.

السبت، 6 أكتوبر 2012

إلى أهلنا في القرداحة والساحل

اللاذقية - الرمل الجنوبي

إلى أهلنا في القرداحة والساحل، لايهم تأخركم في الانضمام إلى الحِراك الثوري فكلنا يعرف كيف تلاعب النظام بعواطفكم وجيّش المشاعر، المهم الآن أن تثابروا وأنتم واعون للحقائق التالية لكي تستمروا على أرضية صلبة وواقعية:

أولاً) لن يرحب بكم الثوار بالسرعة التي ترجونها، لأن مثاليات الأمس التي أطلقت الثورة قد غيّبها القمع والتقادم عند البعض وأصبحت اليوم دفينة تحت مشاعر طائفية مضادة علينا أن نعمل سوية لنجعلها عابرة ولتعود الأمور إلى مجاريها، بل وأفضل. لكن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها بالطبع. هذه المرحلة الثانية من نضالنا الثوري للتخلص من ثقافة القمع والشمولية، وهي جزء لايتجزّأ من مرحلة إعادة الإعمار القادمة قريباً. 

ثانياً) نضالكم في المرحلة الأولى سيبقى محصوراً بكم، لكن هذا ليس غريباً، فكل منطقة ومحافظة في سوريا ما تزال تقاوم حتى اللحظة بمعزل عن الأخرى إلى درجة كبيرة، وذلك بسبب نجاح النظام في تقطيع أواصر البلد. عليكم أن تنظموا حِراككم على المستوى المحلّي إذاً من خلال التنسيقيات ووحدات المقاومة الشعبية.

ثالثاً) حاولوا أن تتعلّموا ممن سبقكم من الثوار، من نجاحاتهم وأخطائهم معاً، ولعل أهم درس ينبغي أن تعوه هنا هو ضرورة السعي إلى بناء آلية واضحة لصنع القرار في أوساطكم لتجنب الانقسامات والتشرذم.

رابعاً) لاتتسرّعوا في القيام بعمليات أكبر من طاقاتكم، الأهم في هذه المرحلة هو تنظيم الصفوف وبناء الشبكات.

خامساً) حتى اللحظة لم تتمكن المعارضة التقليدية من إفراز رؤية واضحة فيما يتعلّق بحماية مصالحكم وحقوقكم في سوريا المستقبل، وهذه في الحقيقة مسؤوليتكم: عليكم وفي أسرع وقت صياغة ملامح رؤية سياسية خاصة بكم تشمل آليات واضحة لحماية مصالحكم وحقوقكم في المستقبل، وستكون هذه الرؤية هي الأرضية التي يمكن على أساسها التفاوض مع باقي أطراف المعارضة في المستقبل.


الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

ملاحظات متفرقة


- معظمنا هذه الأيام يقرأ مقولة "كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته،" فلا يستوعب منها إلا كلمتا "راع" و "رعية،" ولهذا لم نرتقِ بعد إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا. 

- البعض لا يرى الصلاح إلا في الدين، بل في دينه بالذات، لكن، لو كان الأمر كذلك لما قامت للإنسانية  قائمة. الصلاح ليس حكراً على دين أو طائفة، لأنه من اختصاص الضمير. 

- نعم لقد بات علويو سوريا اليوم في خطر، لقد وضعهم الأسد في وجه المدفع وغرّر بأعداد غفيرة من أولادهم فحوّلهم إلى مجرمين. ولهذا أصبح لزاماً عليهم أن يثوروا ضده وضد شبيحته ليحموا أنفسهم من تطرّفه وتطّرف الفئات التي زجّت نفسها في الثورة وباتت تدعو إلى الثأر.