وقتنا ينفد، ونحن بأمس الحاجة إلى رؤية وخطة اليوم وليس غداً>
يحاول
الأسد استعادة سوريا عبر سلسلة من جرائم القتل الجماعي الواحدة تلو الأخرى،
والنتائج ماتزال غير واضحة بالطبع، لكنه على الأقل يمتلك خطة، مهما كانت همجية،
ورؤية مهما كانت ضبابية. أما نحن، فأين خطتنا؟ أين رؤيتنا؟ ألا تدرك جماعات
المعارضة أن الاعتماد على شجاعة شعبنا وقدرته على التحدّي لا يشكّل خطة، وأن الوقت
هو صيرورة موضوعية وحيادية، وأنه لايقف بالضرورة إلى جانب الخير والعدالة، لكن إلى
جانب التنظيم وأصحاب الخطط، مهما كانت بدائية.
وقتنا
ينفد، ونحن بأمس الحاجة إلى رؤية وخطة اليوم وليس غداً. أين أنتم من هذا يا من
سعيتم إلى الزعامة بأرجلكم وأيديكم وأسنانكم؟ أين هي خطتكم؟ أين هي رؤيتكم؟ قودوا،
أردتم القيادة، إذاً قودوا، حاولوا على الأقل أن تكونوا على قدر المسؤولية التي
وضعتموها على عاتقكم. فالقيادة مسؤولية وليست تشريفاً أو تكريماً. لقد أصبحتم الآن
على المحكّ، والنوايا الحسنة لا تكفي، وتاريخكم النضالي لا يعني شيئاً في هذه اللحظة
بالذات. قدرتكم على إفراز الرؤى ووضع الخطط المناسبة للتعامل مع التحديات المختلفة
التي تواجهها الثورة في هذه المرحلة هي وحدها التي تهمنا اليوم، هي وحدها التي
يمكن أن تؤثّر على مجريات الأمور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.