الخميس، 9 يوليو 2015

ظاهرة الانتداب في سوريا ما بين فرنسا وإيران

السفارة الإيرانية في دمشق

كون بعض المناطق السورية أصبحت واقعة تحت احتلال إيراني فعلي هو في الواقع أكبر حجّة يمكن طرحها على الساحة السياسية فيما يتعلّق بضرورة فتح خط للحوار مع  إيران. فالنخبة السياسية السورية أبان الانتداب الفرنسي لم تتردّد بالدخول في عمليات تفاوض وحوار مع السلطات الفرنسية بغية تخفيف وقع بعض الممارسات القمعية، ولنقل مطالب الثوار إليها، انتهاءاً بتحقيق الاستقلال.

وإن كان الوضع اليوم يختلف عن فترة الانتداب الفرنسي في بعض وجوهه، خاصة من ناحية خوضنا في غمار حرب أهلية، وتورّط أكثر من قوة إقليمية ودولية فيها، إلا أن تخوّف المكوّنات المختلفة في سوريا من مسألة إعلان "الاستقلال" عن النفوذ الإيراني، أو السعودي، أو التركي، لايمكن إلا وأن يذكّرنا بتخوّف بعض الشرائح في السابق من إعلان الاستقلال عن فرنسا.

من هذا المنطلق، لا يمكن للحوار في هذه المرحلة أن يكون حواراً حول الاستقلال والديموقراطية، بل حول التهدئة وحدود نفوذ الأطراف المختلفة وطبيعة مصالحها في المناطق السورية المختلفة.

لكن، وبعد عودة الاستقرار للبلد والمنطقة، ومع بدء التحديد العملي لطبيعة العلاقات مابين المناطق السورية المختلفة، مع ارتباط ذلك بما يجري من استقطابات وتمايزات مماثلة في دول الجوار، يمكن حينئذ البدء بحوار جدي حول الأمور المتعلّقة بالسيادة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.