السبت، 18 أكتوبر 2014

اليتامى


يتامى نحن، يتامى ولقطاء، ولدنا على قارعة الكون، ترعرعرنا في الخواء، اخترعنا الآلهة لحاجتنا إلى الأمهات والآباء، ثم صيرناها نقمة علينا لأننا، ككل اليتامى، نظن أنا لا نستحق الرحمة والمحبة، لا نستحق الود والعطف، لا نستحق القبول والأمان. بل ربما ارتأينا في لحظة غضب وخيبة أن الظلم والألم والحروب هم القدر الأليق بنا. نعم، حروبنا لم تكن يوماً ضد الآخر فينا، بل ضد أنفسنا نحن أولاً، ضد اليتم الدفين فينا، ضد الكون الذي أنجبنا عن غيرما قصد، ولم يرعانا. نعم، الكثير منا، فيما يبدو، يعيشون وهم كارهون لأنفسهم في العمق، ناقمون عليها، وعلى الكون، فكيف لهم أن يعيشوا بسلام؟ كيف لهم أن يجلبوا السعادة؟ كيف لهم أن يعرفوا الحب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.