الإصلاح
الديني بشكل عام يبدأ بمراجعة ما هو مقدس للبتّ فيما إذا كان بالفعل يستحقّ أن
يعتبر مقدساً، مع مراعاة أننا في عصر الحداثة هذا لا نتكلم عن الإصلاح بمفهومه
العام والمجرّد، بل عن ذلك الإصلاح الذي بوسعه إنقاذ الدين من التحوّل الكلّي إلى
مشجب للتعصّب والتخلّف والإنغلاق، وهو أمر لايتم إلّا من خلال بناء علاقة تفاعلية
ما بين المكوّنين الإلهي والإنساني، ونبذ المواقف المتشنّجة فيما يتعلّق بالإختلاف
الفكري مهما كانت حدّته، وتجريم فقط تلك الأفعال التي تتعدّى إطار الحياة الخاصة
وتتسبب بأذى للآخرين. وفي هذا الصدد، لايمكن أن يبقى الإسلام استثناءاً لقاعدة
التغيير والتطور، كما يريد له الكثيرون من أتباعه ظنّاً منهم أن في ذلك حفاظ عليه،
لأن الحقيقة أن استمرار هذه الحالة الاستثنائية تشكّل مقتلاً للإسلام، لا دعماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.