- ما بين القرارات الأمريكية المتعجّلة، وتخبّط المعارضة المستمرّ
فيما يتعلّق بالعمل السياسي، جبهة النصرة أخذت أكثر من حظها وحجمها إعلامياً، وتمّ
اختزال الثورة بها، ونسينا أن هناك عشرات الألوف من المقاتلين والثوار الذين
لاينتمون لا إلى الجبهة ولا إلى عقيدتها، يناضلون ويضحّون ويخاطرون بحياتهم في كل
لحظة من أجل قيام دولة تمثّلنا جميعاً. ليس من العدل أو الحكمة أن نختزل واقعاً
معقّد بقضية جزئية.
- إذا كان عدد الجماعات المسلّحة المطالبة بتأسيس دولة إسلامية قد
بدأ بالتزايد مؤخراً، فهذا لايعني أن القضية أصبحت محسومة، فالقوى المطالبة بتأسيس
دولة ديموقراطية مدنية ماتزال هي الأكثر تواجداً على الساحة والأكثر انسجاماً مع
تطلّعات الثوار، ولقد بدأت تصبح أكثر تنظيماً عما مضى سواء من الناحية السياسية،
من خلال الإئتلاف، أو العسكرية من خلال المجلس العسكري الذي تم تأسيسه مؤخّراً في
أنطاليا. الثورة ما زالت مستمرة من خلال تضحيات آلاف السوريين من مختلف المشارب،
وهكذا ستستمر حتى تحقّق أهدافها.
-
من يحاول احتكار العمل الثوري اليوم، وإن عن طريق الإدعاءات، سيحاول احتكار العمل
السياسي غداً، وهو في هذا يعادي الثورة كما يعاديها النظام. أتركوا ساحة العمل
مفتوحة للجميع، ولنتفاضل برؤانا وأخلاقياتنا في العمل. لن يكون الغد لطرف واحد
فقط، ولا لحزب واحد، ولا تيار واحد، ولا طائفة واحدة، إن لم يكن للجميع، فلن يكون
لأحد.
-
من نحن؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي علينا طرحه، لكنا لن نعيش بسلام وأمان حتى
تدرك أغلبيتنا الساحقة أن لا وجود لجواب واحد ونهائي لهذا السؤال، وأن إحدى وظائف
الدولة الأساسية هو توفير المناخ المناسب لاستمرارالحوار، لا لإنهائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.