أكثر
شيء يثير حنق الأسد وزلمه أنهم على الرغم من كل محاولاتهم منذ بداية الثورة وحتى
اللحظة لم يستطيعوا أن يحولونا إلى مجرمين مثلهم. من حقنا أن نغضب وعلينا أن نغضب،
الغضب واجب في وجه إجرامهم، لكن يكفينا إجرام من طرف واحد وطائفية من طرف واحد.
إذا كان الوطن والجيل القادم همنا فعلاً، إذاً لا يوجد عندنا رفاهية الحقد أو فقد
التوازن. نعم لقد قتلوا ٣٢ طفلاً اليوم، لكن مستقبل ملايين الأطفال في سوريا على
المحك. إن عمليات التطهير العرقي التي يمهّد إليها النظام في أكثر من منطقة تتطلب
مشاركة أكبر وأوسع في المجازر مما هو قائم حالياً. إن انتشار الخطاب الطائفي
والتحريض على العمليات الثأرية ضد طوائف بعينها سيساعد النظام على تحقيق هذا الهدف
وعلى تجنيد ما يكفي من المليشيات الطائفية المستعدة للانغماس في هذه المهمة
القذرة. لأننا نواجه مخططات من هذا النوع، لا نملك رفاهية فش الخلق خاصة إذا كان
هذا "الفش" يشتمل على أي تحريض طائفي. لم تكن ثورتنا طائفية ولن تصبح
لأن تطييفها نصر للأسد. وليس هذا تنظيراً: نحن بالكاد ندافع عن أنفسنا بسبب قلة
العتاد، والمجتمع الدولي حتى اللحظة ما يزال متخاذلاً في دعمنا، التحريض الطائفي سيؤدي
إلى المزيد من الجرائم ضد أهلنا وأطفالنا. لذا، من أجل مصلحة الوطن، من أجل مصلحة
أطفالنا، من أجل مصلحة كل أبرياء سوريا من كل القوميات والطوائف، علينا أن نحافظ
على توازننا في كل لحظة، وخاصة في لحظات من هذا النوع، لحظات الثكل والألم
والفقدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.