- نسعى إلى التغيير رغبة في التنمية والتقدم وفي الخروج من نير
معادلة الأسياد والعبيد إلى فسحة المواطنة والمساواة أمام القانون. نريد التغيير
من أجل التنمية والحياة الكريمة لا من أجل الانتقام. العدالة ليست ثأراً.
- نجاحنا في التمهيد لتغيير ناجح في سورية لا يقتضي بالضرورة أن
ننجح في إقناع السني أن يحب العلوي ويقبل به أو في إقناع العلوي في أن يحب السني
ويثق به، أو في أن يقتنع العربي بحجج الكوردي والكوردي بحجج العربي فيما يتعلق
بالانتماء القومي، أو ينظر المسلم إلى المسيحي والمسيحي إلى المسلم باحترام متبادل
لأشخاصهم وعقائدهم، التحدي الحقيقي الماثل أمامنا هو أن نتفق على صيغ للعيش
المشترك تسمح لنا بأن نعيش في هذه البقعة من الأرض التي عرفناها على أنها الوطن
دون أن يدوس أحدنا على حقوق الآخر ودون أن تمنعنا هذه المشاعر المتضاربة في نفوسنا
من العمل سوية على النهضة بالوطن ليجاري مسيرة التقدم والتطوير التي تشهدها باقي
دول العالم. وهذا أمر ممكن، والأرضية المشتركة بيننا في هذا هي محبتنا لأنفسنا
ولأولادنا ومحبتنا للوطن، من منطلق هذه المحبة للذات وللوطن بوسعنا وعلينا أن نعمل
لإيجاد صيغ عملية للعيش المشترك. الاحترام الذي نحن بحاجة إليه ونطالب به هو
احترام للحقوق وليس بالضرورة لمشاعر أو عقائد بعضنا البعض. الأوطان والدول تقوم
على أساس قدرتنا على تغليب المصلحة والمنفعة العامة على المشاعر الخاصة.
-
ما نريد أن نتفق عليه هو طريقة لإدارة دولة ومجتمع وليس الاتفاق على قراءة مشتركة
للتاريخ، نعم نريد أيضاً للقلوب أن تتصافى على المستوى العام، لكن ليست هذه هي
نقطة البداية في التغيير، لأن تصافي القلوب عملية طويلة ومعقدة وتتطلّب وجود بيئة
سياسية واجتماعية مناسبة غير متوفرة في ظل النظام الحالي بل لا يمكن لها أن تتوفر.
لأن النظام القائم على الاستئثار بكل شيء لا يمكن له أن يشارك في عملية المكاشفة
والتسوية التي هي جزء لا يتجزأ من عملية تصافي القلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.