الجمعة، 1 فبراير 2013

مبادرة الخطيب ومبادرة المناع


هناك فروق كبيرة ما بين مبادرة الخطيب ومبادرة المناع، أولهما له علاقة بالفرق ما بين الرجلين ومواقفهما منذ بداية الثورة وحتى اللحظة: فالخطيب وقف مع الناس ولم يتهمهم بالإرهاب لأنهم قرّروا مجبرين حمل السلاح، ولم يدافع عن النظام ويقول أن عنده حق في الدفاع عن نفسه ووجوده، ولم يمض أغلب وقته في التهجّم على المعارضة، في حين أبدى مرونة أكبر في موقفه من النظام ورجالاته في محاولة للحفاظ على شعرة معاوية. كما أن الخطيب لم يدع إلى الحوار بلا قيد أو شرط، بل من الواضح أن مبادرته جاءت لإحراج وتعرية النظام والضغط على المجتمع الدولي الذي يطالب بحل سياسي دون وضع رؤى مناسبة لذلك. إن دعوة الخطيب جاءت لكسر جمود في الموقف لسياسي العالمي وليس للتنطّع على الثوار. قد تفشل مناورة الخطيب، لكنها على الأقل محاولة أكثر جدية وجرأة من عيرها في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى التفكير خارج الأطر المعروفة والمستهلكة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.