الأربعاء، 30 يناير 2013

تبادل الأسرى


إن النظام الذي لم يلتزم باتفاقية تبادل الأسرى الأخيرة والتي أدت إلى الإفراج عن 40 معتقلاً إيرانيا من قبل الثوار، واكتفى بالإفراج عن 200 معتقل فقط من أصل 2300 تم الاتفاق عليهم، لن يوافق على إطلاق سراح 160,000 معتقلاً، من الواضح أن معاذ الخطيب يدرك ذلك، وأن دعوته المشروطة إلى الحوار كانت تهدف إلى تعرية النظام فقط وإحراج أية قوة سياسية أخرى تبدي استعدادها للحوار غير المشروط، وهو بذلك يبدي حنكة سياسية نحن بأمس الحاجة إليها في هذه المرحلة، خاصة في وقت يطالب الإئتلاف فيه بدعم مادي غربي. لايمكننا أن نقول "لا" للحل السياسي ومن ثم ندّعي أننا ساسة، لكن يمكننا أن نضع شروطنا الخاصة لهذا الحل، وبرامجنا الخاصة له، ومن ثم نترك المفاوضين الدوليين يعملون على "تقريب وجهات النظر،" فيما يمضي الثوار في ثورتهم: الفرق في تبنّي موقف غير رافض للحوار بالمطلق هو أنه يسمح للمعارضة بالانخراط في عملية تفاوض لا مع النظام بل مع قادة المجتمع الدولي، وسيكون بوسعها أن تبدي من خلال تفاعلها معهم قدراتها القيادية مما سيكسبها مع الوقت المصداقية اللازمة ليتم التعامل معها كبديل، ويتم دعمها، فتقدم هي بدورها الدعم إلى قادة الحراك الثوري الداخلي وتقوي العلاقة معهم. معارضة ترفض أن تمارس السياسة أو تخلط ما بينها وبين المكائد التي تحيكها حركاتها وشخصياتها المختلفة ضد بعضها البعض لايمكنها أن تقود وبالتالي لايمكنها أن تكتسب الشرعية اللازمة لذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى تجنب خطاب الكراهية والشتائم.