السبت، 26 مايو 2012

حنق الأسد


أكثر شيء يثير حنق الأسد وزلمه أنهم على الرغم من كل محاولاتهم منذ بداية الثورة وحتى اللحظة لم يستطيعوا أن يحولونا إلى مجرمين مثلهم. من حقنا أن نغضب وعلينا أن نغضب، الغضب واجب في وجه إجرامهم، لكن يكفينا إجرام من طرف واحد وطائفية من طرف واحد. إذا كان الوطن والجيل القادم همنا فعلاً، إذاً لا يوجد عندنا رفاهية الحقد أو فقد التوازن. نعم لقد قتلوا ٣٢ طفلاً اليوم، لكن مستقبل ملايين الأطفال في سوريا على المحك. إن عمليات التطهير العرقي التي يمهّد إليها النظام في أكثر من منطقة تتطلب مشاركة أكبر وأوسع في المجازر مما هو قائم حالياً. إن انتشار الخطاب الطائفي والتحريض على العمليات الثأرية ضد طوائف بعينها سيساعد النظام على تحقيق هذا الهدف وعلى تجنيد ما يكفي من المليشيات الطائفية المستعدة للانغماس في هذه المهمة القذرة. لأننا نواجه مخططات من هذا النوع، لا نملك رفاهية فش الخلق خاصة إذا كان هذا "الفش" يشتمل على أي تحريض طائفي. لم تكن ثورتنا طائفية ولن تصبح لأن تطييفها نصر للأسد. وليس هذا تنظيراً: نحن بالكاد ندافع عن أنفسنا بسبب قلة العتاد، والمجتمع الدولي حتى اللحظة ما يزال متخاذلاً في دعمنا، التحريض الطائفي سيؤدي إلى المزيد من الجرائم ضد أهلنا وأطفالنا. لذا، من أجل مصلحة الوطن، من أجل مصلحة أطفالنا، من أجل مصلحة كل أبرياء سوريا من كل القوميات والطوائف، علينا أن نحافظ على توازننا في كل لحظة، وخاصة في لحظات من هذا النوع، لحظات الثكل والألم والفقدان.


الجمعة، 18 مايو 2012

طريقة لإدارة دولة ومجتمع


- نسعى إلى التغيير رغبة في التنمية والتقدم وفي الخروج من نير معادلة الأسياد والعبيد إلى فسحة المواطنة والمساواة أمام القانون. نريد التغيير من أجل التنمية والحياة الكريمة لا من أجل الانتقام. العدالة ليست ثأراً.

- نجاحنا في التمهيد لتغيير ناجح في سورية لا يقتضي بالضرورة أن ننجح في إقناع السني أن يحب العلوي ويقبل به أو في إقناع العلوي في أن يحب السني ويثق به، أو في أن يقتنع العربي بحجج الكوردي والكوردي بحجج العربي فيما يتعلق بالانتماء القومي، أو ينظر المسلم إلى المسيحي والمسيحي إلى المسلم باحترام متبادل لأشخاصهم وعقائدهم، التحدي الحقيقي الماثل أمامنا هو أن نتفق على صيغ للعيش المشترك تسمح لنا بأن نعيش في هذه البقعة من الأرض التي عرفناها على أنها الوطن دون أن يدوس أحدنا على حقوق الآخر ودون أن تمنعنا هذه المشاعر المتضاربة في نفوسنا من العمل سوية على النهضة بالوطن ليجاري مسيرة التقدم والتطوير التي تشهدها باقي دول العالم. وهذا أمر ممكن، والأرضية المشتركة بيننا في هذا هي محبتنا لأنفسنا ولأولادنا ومحبتنا للوطن، من منطلق هذه المحبة للذات وللوطن بوسعنا وعلينا أن نعمل لإيجاد صيغ عملية للعيش المشترك. الاحترام الذي نحن بحاجة إليه ونطالب به هو احترام للحقوق وليس بالضرورة لمشاعر أو عقائد بعضنا البعض. الأوطان والدول تقوم على أساس قدرتنا على تغليب المصلحة والمنفعة العامة على المشاعر الخاصة.

- ما نريد أن نتفق عليه هو طريقة لإدارة دولة ومجتمع وليس الاتفاق على قراءة مشتركة للتاريخ، نعم نريد أيضاً للقلوب أن تتصافى على المستوى العام، لكن ليست هذه هي نقطة البداية في التغيير، لأن تصافي القلوب عملية طويلة ومعقدة وتتطلّب وجود بيئة سياسية واجتماعية مناسبة غير متوفرة في ظل النظام الحالي بل لا يمكن لها أن تتوفر. لأن النظام القائم على الاستئثار بكل شيء لا يمكن له أن يشارك في عملية المكاشفة والتسوية التي هي جزء لا يتجزأ من عملية تصافي القلوب.


الثلاثاء، 15 مايو 2012

لا حياة لمن تنادي


في لقاء مع قناة روسيا 24، الأسد يقول: "لدينا معلومات أن فريقاً من المعارضين ذهب إلى كوسوفو للتحصل على دعم مادي وخبرة في التدخل العسكري في خطوة تهدف إلى التمهيد لتدخل ناتو." على ما يبدو أن الأسد يتابع صفحتي على الفيسبوك. وما زال هناك من يعتقد حتى اللحظة أن الزيارة كانت بلامعنى لأن كوسوفو لا وزن لها على الساحة العالمية، على حد تعبيرهم. على أية حال، الزيارة لم تؤت أكلها بعد، وهناك المزيد من الزيارات والنشاطات التي نخطط لها، لكني أعترف بأن الأمور لن تتطور بالسرعة التي نريد ونشتهي. كان علينا أن نبدأ بهذا النوع من النشاطات في بدايات الثورة، ولقد حاولت وترجيت، ولا حياة لمن تنادي، ولست أدري إذا كان الأوان قد فات أم لا. لكني سأفعل ما بوسعي، مع استمرار الطعنات والتخوين. لاناقة لي في هذا غير رغبتي في أن يكون الوطن بخير، وتستقر فيه الأمور بأسرع وقت في ظل حكم ديموقراطي، صدق من صدق، كذب من كذب، شكك من شكك، تهجم من تهجم، خون من خون. لن ألقي بالاً إلا لمن يعمل.

جانب من اللقاءات التي أجراها الوفد 


السبت، 5 مايو 2012

عمار عبد الحميد يزور "جيش تحرير كوسوفو" مع وفد من المعارضة

أمام جسر المشاة الفاصل ما بين المنطقة الصربية الانفصالية والمنطقة الألبانية في مدينة متروفيتسا الكوسوفية


نشرت وكالة الانباء العالمية الأسوشيتد برس تقريراً عن زيارة وفد من المعارضة السورية إلى كوسوفو للقاء مع جيش تحرير كوسوفو بغية الاستفادة من خبرته في تنظيم الجماعات المسلّحة العديدة التي نشأت للمقاومة في ظروف شبيهة بما يحصل الآن في سوريا .

وورد في التقرير  (زار وفد سوري معارض كوسوفو والتقى مقاتلين سابقين في جيش تحرير كوسفو، للإستفادة من خبرتهم في مواجهة النظام السوري).

الوفد السوري ينحدث في مركز خاص لللأبحاث

والتقت وكالة الاسوشيتد برس مع المعارض السوري عمار عبد الحميد احد اعضاء الوفد المكون من ثلاثة أشخاص ونقلت عنه "جئنا إلى هنا لنتعلم، حيث ان كوسفو مرت بذات ظروفنا في سوريا ولديها خبرة كبيرة يمكن ان نستفيد منها كثيرا"، وتابع ان المهم "نريد أن نعرف على وجه التحديد كيف تم تنظيم الجماعات المسلحة المتفرقة في إطار جيش واحد هو جيش تحرير كوسوفو".

ويذكر أن جيش تحرير كوسوفو قد أُسّس عام 1997 ضد الديكتاتور سلوبودان ميلوسوفيتش كما أن روسيا كما الحالة السورية وقفت ضد الثوار في كوسوفو.